وحكى الراوى حكاية (القاضى والمرزبان وتاجر خرسان) … وبعد ان سمى باسم الله قال. … يحكى ان تاجر من خراسان باع جمالا. بثلاثين ألف درهم. إلى مرزبان المجوسي وكيل أم جعفر زوجة الخليفة هارون الرشيد. فمطله مرزبان فى سداد الثمن وتسبب فى تعطيلة عن سفره. مما جعل الرجل يضيق زرعاً. فذهب لاحد أصحابة يشاورة فى الامر. وماذا يفعل مع مرزبان.
فأشار علية بأن يذهب الى المرزبان. ويطلب منة الف دينار فقط من الثلاثين. على ان تمهلة فى باقى المبلغ. وارجع الية فى اليوم التالى. وقل لة انك مضطر للسفر وتحتاج توكيل شخص يستلم باقى المبلغ على دفعات. واريد منك ان ترافقنى للقاضى حنى اتمم التوكيل. فأذا وافق المرزبان وذهب معك للقاضى. فقل للقاضى شكايتك واطلب باقى المبلغ. التسعة وعشرون الف كاملة. فأما يدفع لك او يحبسة القاضى.
وذهب الخرسانى الى المرزبان وقال لة ما اشار علية بة صاحبة. فأعطاة المرزبان الاف دينار التى طلبها. وحينما ذهب الية فى اليوم التالى وطلب منة الذهاب معة للقاضى لتوكيل احدهم باستلام المبلغ منة. وكان القاضى حفص بن غياث. فما ان دخل الخرسانى والمرزبان. حتى طالب الخرسانى القاضى ان يرد الية باقى اموالة. فسأل القاضى المرزبان. فأقر وصدق على ماقالة الخرسانى ولكن قال ان المال لدى السيدة ام جعفر زوجة امير المؤمنين هارون الرشيد.
القاضى يأمر بحبس المرزبان
فأمر القاضى بحبس المرزبان حتى يعطى المال للخرسانى. وحينما بلغ الخبر السيدة ام جعفر بما فعلة القاضى بوكيلها. فغضبت غضب شديد. وارسلت الى السندى قائد الشرطة تطلب منة سرعة الافراج عن المرزبان واحضارة اليها. وعلى الفور تحرك السندى قائد الشرطة واطلق صراح المرزبان. منفذاً ما امرت بة السيدة ام جعفر. وعندما بلغ القاضى حفص الخبر. وما قام بة السندى وزوجة امير المؤمنين. قال : انا القاضى امرت بالحبس ويكسر السندى اوامرى. والله لا اجلس للقضاء. حتى يرد المرزبان الى محبسة. وترك مجلس القضاء وذهب لبيتة واغلق بابة علية.
وسمع السندى ما فعلة القاضى حفص فذهب للسيدة أم جعفر. وقال لها مافعلة القاضى حفص. وقال لها ان حفص ممن لاتأخذة فى الحق لومة لائم. وانا أخاف ياسيدتى من غضب امير المؤمنين هارون الرشيد. عندما يسألنى بأمر من أخرجتة. فقالت أم جعفر للسندى. رد المرزبان لمحبسة وانا سأكلم أمير المؤمنين. وبالفعل عاد المرزبان لمحبسة وحدثت أم جعفر امير المؤمنين فى شأن القاضى حفص بن غياث. وقالت لة : قاضيك هذا أحمق حبس وكيلي، واستخف به، اكتب إليه ومره لا ينظر في الحكم. واستمع هارون اليها وارسال اليها كتاب يمنع فية القاضى من الحكم على وكيل أم جعفر.
علم القاضى برسالة الخليفة
وبلغ الخبر القاضى حفص. فأسرع وطلب من الخرسانى أحضار شهودة. واحضر المرزبان وجلس حفص وسجل على المرزبان المجوسى الحكم بالمال الذى يدين بة للخرسانى. وفى هذا الوقت قدم الرسول الذى يحمل رسالة هارون الى القاضى. وطلب مقابلتة. ولكن القاضى حفص طلب منة الانتظار حتى ينهى ما امامة من اعمال.
وبعدها ان فرغ من عملة استلم الرسالة من الرسول وقراءة. وقال للخادم : اقرأ على أمير المؤمنين السلام، وأخبره أن كتابه ورد وقرأته. ولكن كنت حكمت واتخذت القرار. فقال لة الرسول : والله انى عرفت مافعلتة. رفضت أن تأخذ رسالة أمير المؤمنين حتى تنفذ الحكم. والله لابلغ أمير المؤمنين بفعلتك. فقال القاضى حفص : أذهب وقل له ما شأت. وبالفعل ذهب الرسول وأخبر هارون الرشيد بذلك، فضحك وقال للحاجب: اعطوا لحفص بن غياث ثلاثين ألف درهم.
فركب يحيى بن خالد ذاهباً للقاضى حفص بينما كان منصرفا عن مجلس الحكم، فقال لة : أيها القاضي، قد أضحكت أمير المؤمنين اليوم، وقد أمر لك بثلاثين ألف درهم، فما كان السبب في هذا؟! فقال القاضى حفص: زاد الله سرور أمير المؤمنين والله مافعلت غير ما افعلة كل يوم وهو الحكم بالعدل. وحكمت على مرزبان المجوسي بمال وجب عليه.




