يوم اليتيم … رسالة حب وعطاء في ضوء القرآن والسنة - - موقع اللى حصل

4 أبريل 2025

يُعد يوم اليتيم مناسبة إنسانية تهدف إلى تعزيز روح التكافل الاجتماعي والتذكير بأهمية رعاية الأيتام ودعمهم نفسيًا وماديًا. وقد أولى الإسلام عناية خاصة باليتيم، حيث جاء ذكره في القرآن الكريم في أكثر من موضع، كما أكدت السنة النبوية فضل الإحسان إليه.

إن الاهتمام باليتيم ليس مجرد عمل خيري، بل هو واجب ديني وإنساني يحث عليه الإسلام، لما فيه من تعزيز لقيم الرحمة والمودة داخل المجتمع، ولما يعود به من بركة على الكافلين والمجتمع بأسره.

مكانة اليتيم في القرآن الكريم

لقد جعل الله رعاية اليتيم ميزانًا لصدق الإيمان وصفاء القلب وجاءت آيات كثيرة تحثّ على حسن معاملته وعدم ظلمه أو أكل حقوقه، ومنها قول الله تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا وهذه الآية تعكس فضل الإنفاق على اليتيم، وأن ذلك من سمات المؤمنين الصالحين. كما نهى الله عن التعدي على أموال الأيتام أو استغلالهم، فقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا

رعاية اليتيم في السنة النبوية

النبي ﷺ كان خير مثال في العطف على الأيتام، وقد بَيَّن أن رعاية اليتيم من أسباب القرب منه في الجنة، فقال: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرّج بينهما قليلًا وفي حديث آخر، قال ﷺ: من ضمَّ يتيمًا بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه، وجبت له الجنة. وهذا يؤكد أن كفالة اليتيم ليست فقط مساعدة مادية، بل تشمل الرعاية العاطفية والتربوية، مما يضمن تنشئته بشكل سليم.

أهمية كفالة اليتيم

1. تقوية الروابط الاجتماعية

رعاية الأيتام تساعد على بناء مجتمع متكافل يسودهالرحمة والتعاون، مما يقلل من المشكلات الاجتماعية مثل التشرد والانحراف.

2. سبب للبركة وزيادة الرزق

الإحسان إلى الأيتام يجلب البركة في المال والعمر، كما جاء في الحديث : إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ فَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ، وَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ

3. سبب لمغفرة الذنوب والفوز بالجنة

الكفالة والرحمة باليتيم من أعظم الأعمال التي تكفر الذنوب وتُقرِّب العبد من رحمة الله.

كيف نحتفل بيوم اليتيم؟

يجب أن يكون يوم اليتيم فرصة لإحداث فرق حقيقي في حياة الأيتام، وليس مجرد احتفال رمزي. يمكن المساهمة بعدة طرق، مثل:

1.التبرع للجمعيات الخيريةالمعنية برعاية الأيتام.

2.زيارة دور الأيتام ومشاركتهم يومًا مليئًا بالفرح والنشاطات الترفيهية والتعليمية.

3.كفالة يتيم عبر توفير احتياجاته الأساسية، سواء ماديًا أو نفسيًا.

4.دمج الأيتام في المجتمع من خلال تنظيم رحلات وأنشطة تفاعلية معهم.

5.تشجيع الأطفال على التفاعل مع الأيتام لبناء بيئة من المودة والتآخي منذ الصغر.

يوم اليتيم ليس مجرد ذكرى سنوية، بل دعوة دائمة للإحسان وإعادة النظر في دورنا تجاه الأيتام، فهم جزء مهم من المجتمع يستحقون كل الدعم والحب. وكما قال النبي ﷺ: أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ .. فلنكن ممن ينفعون الأيتام، ونغرس فيهم الأمل، لننال رضا الله ونعيم جنته.

مكر المنصور ودهاء الاصمعى

Comments are closed.

error: عفواُ .. غير مسموح بالنسخ