
القضايا البيئية وتداعيتها على العلاقات الدولية . كتاب من تأليف الدكتور/ فاكر البشير احمد ابو القاسم – ماجيستير علوم سياسية – كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية – جانعة الاسكندرية
الناشر : الدار الجامعية للنشر والتوزيع
لم تكن المشكلات البيئية محور اهتمام في حقل العلاقات الدولية خلال فترة الحرب الباردة، حيث تركزت معظم القضايا على مسائل الأمن والصراعات بين الدول وسباقات التسلح وحشد القوة العسكرية والحد من انتشار الأسلحة النووية واستغلال الفضاء، وإن كانت هناك أصوات تدعو للنظر إلى البيئة والاهتمام بها وبمشكلاتها، إلا أنها كانت محدودة جدًا، وطغت عليها صراعات القوة.
برزت القضايا والمشكلات البيئية مع انتهاء الحرب الباردة 1991 وتفكك الاتحاد السوفيتي وظهور نسق عالمي جديد أحادي القطبية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والتطور التكنولوجي واستخدام المفاعلات النووية وما صاحبه من آثار جانبية للدولة والدول المجاورة لها، وتصدير النفايات خارج الحدود، كذلك كثرة الإفراط في استخدام الطاقة منذ قيام الثورة الصناعية.
لقد أدرك العالم أن ثمة تغيرات مناخية على الكوكب الذي نعيش فيه، وإن كانت طبيعية في منظورها مثل: ارتفاع درجات الحرارة “الاحتباس الحراري”، الفيضانات، الأعاصير، تقلبات سقوط الأمطار، والأمطار الحمضية…إلخ، إلا أن هذه التقلبات الطبيعية أثبتت أن للبشر يدًا في هذا الاختلال للتوازن البيئي، من خلال استنزافه للموارد الطبيعية، وسوء إدارتها، والإسراف في قطع الأشجار، وإزالة الغابات وحرقها، وانتشار المراعي، والتلوث البيئي من مخلفات المصانع والنقل …إلخ.
وجدير بالذكر أن المشكلات البيئية أصبحت تسير بوتيرة متسارعة تهدد حياة البشر على كوكب الأرض؛ مما نتج عنها الكثير من المشكلات البيئة مثل الجفاف والمجاعة والتصحر وسوء التغذية أو أزمة الغذاء والفقر والنزوح والهجرة، وإن كانت القضايا البيئية لا تعترف بحدود الدول، حيث هناك المشتركات العالمية مثل: الهواء والمحيطات والأنهار المشتركة بين الدول، هذه القضايا معقدة ومتداخلة وعواقبها تحصدها كل الدول المسببة للتلوث وغير المسببة له، دول الشمال ودول الجنوب، الدول الغنية والفقيرة، إلا أن آثارها تكون قاسية على الدول الفقيرة (دول الجنوب) التي تفتقر للتكنولوجيا والموارد المالية لمواجهة هذه المشاكل البيئية، ولا تستطيع دولة واحدة السيطرة أو مواجهة هذه المشاكل البيئية سواء كانت غنية أم فقيرة؛ لذلك دخلت الدول في مرحلة من التعاهدات والاتفاقيات البيئية الدولية؛ للحد من آثار المشاكل البيئية ومحاولة السيطرة أو الحد من سلبياتها بالتعاون مع المنظمات العالمية والإقليمية، الحكومية وغير الحكومية، وتم عقد الكثير من المؤتمرات الدولية والإقليمية البيئية بشأنها.
تعتبر القارة الأفريقية، من أكثر قارات العالم تضررًا من ظاهرة تغير المناخ والاحتباس الحراري، والتلوث البيئي الذي ثبت بأن الدول الصناعية الكبرى هي المسئول الأول عن إحداثها، فكل المشاكل المترتبة على التغيرات المناخية وقعت في هذه القارة التي لم تستطع مواجهتها؛ لضعف إمكانياتها وقدرتها في التعامل للحد من آثارها رغم كثرة مواردها الطبيعة، وأكثر المواقع المتأثرة كانت من نصيب شرق القارة (القرن الأفريقي) حيث الجفاف والمجاعة والفقر والتصحر وأزمة الغذاء وسوء التغذية، وإزالة الغابات وندرة الموارد وتلوث المياه والهجرات البيئية لسكانه…إلخ، هذا بالإضافة إلى نظرة الدول الصناعية المتقدمة لأفريقيا واعتبارها مقبرة لنفاياتهم النووية.
وبظهور جائحة كورونا (كوفيد-19) وانتشارها بشكل سريع في جميع أنحاء العالم، توقفت المصانع الكبرى ووسائل النقل البري والجوي، وتقييد حركة البشر على هذا الكوكب وإغلاق الحدود بين العديد من الدول استجابة للتدابير الاحترازية، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على بعض المؤشرات البيئية التي وجدت متنفسًا عندما توقف أو قل النشاط البشري، كالتئام ثقب الأوزون ونظافة مياه البحار والمحيطات وتدني نسب تلوث الهواء.
حرصت دول القرن الأفريقي على مقاومة التهديدات البيئية من خلال التعاون مع الدول الإقليمية والدولية أملًا في تنمية بلدانها وذلك من خلال المنظمات الدولية “الأمم المتحدة” والإقليمية “الاتحاد الأفريقي والمنظمات شبه الإقليمية “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD)، إضافة إلى العديد من المنظمات غير الحكومية.
يهدف هذا الكتاب للتَّعرف على القضايا والمشكلات البيئية، وإلى أى مدى صارت تمثل عاملًا مؤثرًا في العلاقات الدولية، وتم اختيار منطقة القرن الأفريقي كدراسة حالة كونها من أكثر المناطق تعرضًا للمشكلات البيئية في العالم، خلال مرحلة ما بعد الحرب الباردة، ومعرفة تأثير هذه القضايا على منطقة القرن الأفريقي خاصة خلال الفترة من1991 وحتى 2020، والتعريف بالقضايا البيئية والمفاهيم المرتبطة بها، وبيان أبرز القضايا البيئية الدولية وآثارها، ومعرفة الجهود الدولية التي بذلت لحل المشكلات البيئية، وتحديد العقبات التي تواجه التنمية البيئية المستدامة، خصوصًا في منطقة القرن الأفريقي محل الدراسة، وعرض للجانب الإيجابي لجائحة كورونا(كوفيد-19) وأثره على البيئة، والتدليل بأن القضايا والمشكلات البيئية يمكن تداركها في حال اتباع سياسة معينة صديقة للبيئة.
قُسم الكتاب إلى أربعة فصول؛ الفصل الأول: عرض إطار نظري ومفاهيمي للقضايا البيئية، وتناول مبحثين، المبحث الأول ماهية البيئة والمفاهيم المرتبطة بها والقضايا البيئية، والمبحث الثاني عرض مفهومي التنمية المستدامة والعلاقات الدولية، وتناول الفصل الثاني: القضايا البيئية وآثارها على العلاقات الدولية والذي قُسم إلى مبحثين؛ الأول عرض أبرز القضايا البيئية الدولية (التغير المناخي والاحتباس الحراري استنفاد طبقة الأوزون، خسارة التنوع البيولوجي، التلوث) كما تم عرض للقضايا البيئية في ظل جائحة كورونا (كوفيد-19)، وآثارها الإيجابية على القضايا البيئية، أما المبحث الثاني فقد تضمن أثر القضايا البيئية على العلاقات الدولية؛ موضحًا القضايا البيئية وموضوعاتها في العلاقات الدولية، وعرض للاتجاهات المختلفة في العلاقات ما بين دول الشمال والجنوب بشأن هذه القضايا، ثم عرض الفصل الثالث: القضايا البيئية وتداعياتها على منطقة القرن الأفريقي خلال الفترة من(1991-2020)؛
تم في المبحث الأول التعريف بمنطقة القرن الأفريقي وأهميتها الاستراتيجية في العلاقات الدولية، وفي المبحث الثاني تم عرض القضايا البيئية على منطقة القرن الأفريقي، خاصًة القضايا البيئية ذات التأثير الواضح والمتكرر على المنطقة (الجفاف، التصحر، إزالة الغابات، ندرة المياه)، وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية على منطقة الدراسة، وأخيرًا تناول الفصل الرابع: أهم الجهود المبذولة للتعامل مع القضايا والمشكلات البيئية خلال فترة الدراسة، حيث عرض المبحث الأول منه؛ الجهود الدولية لمكافحة القضايا والمشكلات البيئية، تناول جهود المنظمات الدولية الحكومية والمنظمات غير الحكومية ودورها في الاهتمام بحماية البيئة ومساعدة الدول بما فيها دول القرن الأفريقي لمكافحة ومجابهة التدهور البيئي، حيث تم عرض جهود الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، والمنظمات المتخصصة الحكومية ذات الاهتمام بحماية البيئة (منظمة الصحة العالمية، منظمة الأغذية والزراعة، المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، منظمة التجارة العالمية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية)،
وتم اختيار مجموعة من المنظمات غير الحكومية التي تنشط على المستوى الدولي والإقليمي (شبكة أصدقاء الأرض العالمية، السلام الأخضر، الإغاثة الإسلامية، لجنة شباب القرن الأفريقي التطوعية، مؤسسة تعاونية المساعدة والإغاثة في كل مكان، ومنظمة أطباء بلا حدود)، كما تم عرض أهم المؤتمرات والاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف، بداية من مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية (قمة الأرض 1992) وما تمخض عنه من إعلانات واتفاقيات ووضع الأساس لأعمال القرن الحادي والعشرين، كاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وللتسلسل في متابعة ما تم فيما بعد من خلال مؤتمرات الأطراف أدخلت البروتوكولات والاتفاقيات اللاحقة تحت الاتفاقية الرئيسية التي تم اعتمادها في (قمة الأرض) مثل بروتوكولات كيوتو، واتفاقية باريس2015، حتى يسهل للقارئ متابعة الأحداث،
وكذلك في اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي1992، واتفاقية الأمم المتحدة للتصحر1994، ومتابعة مؤتمرات القمة للتنمية المستدامة2002، و2012، وفي المبحث الثاني تم عرض الجهود الإقليمية لحل المشكلات البيئية في منطقة القرن الأفريقي وعقبات التنمية المستدامة؛ وقد تم من خلاله عرض جهود الاتحاد الأفريقي، والشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا(NEPAD)، وأجندة الاتحاد الأفريقي2063، وجهود المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالتنمية (AMCEN)، وعرض مفصل للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD) كونها تضم منطقة الدراسة، والمراكز التابعة لها وجهودها في التعامل مع القضايا البيئية والحد من آثارها على المنطقة، بعد ذلك تم عرض العقبات التي تواجه جهود التنمية البيئية المستدامة في القرن الأفريقي والقارة الأفريقية بصفة عامة، وتتمثل في العقبات (السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية وكذلك البيئية)، وفي الختام تم إيجاز عدد من النتائج والتوصيات التي تم التوصل إليها من خلال ثنايا هذا الكتاب.
المستخلص
برزت القضايا والمشكلات البيئية في عالم ما بعد الحرب الباردة وأصبحت محل اهتمامٍ دولي، ويهدف هذا الكتاب للتَّعرف على القضايا والمشكلات البيئية، وإلى أى مدى صارت تمثل عاملًا مؤثرًا في العلاقات الدولية، وتم اختيار منطقة القرن الأفريقي كدراسة حالة كونها من أكثر المناطق تعرضًا للمشكلات البيئية في العالم، ودارسة حالة منطقة القرن الأفريقي وتأثرها بالقضايا والمشكلات البيئية والجهود الإقليمية والدولية المبذولة لمكافحتها، وتم التأكيد بأنَّ القضايا البيئية من أبرز الموضوعات التي ظهرت على الساحة الدولية في عالم ما بعد الحرب الباردة، وهي قضايا عالمية من الدَّرجة الأولى لا يمكن تدارك بعضها ومعالجتها إلا من خلال العلاقات الدولية؛ لما لهذه القضايا من تأثير على كل سكان كوكب الأرض سواء كان سببًا لهذه المشكلات أو غير سببٍ لها، وأصبحت تناقش على أعلى مستويات تمثيل الدول فى المحافل الدولية، ومحل تنازع فيما بين دول الشمال ودول الجنوب، وضعف وهشاشة منطقة القرن الأفريقي جعلت المشكلات والقضايا البيئية تتفاقم وتتسع.
ونوصي بترقية وتحديث برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وتنظيم الجهود الدولية والاتفاقيات وإنشاء منظمة عالمية للبيئة، وأخذ الدروس المستفادة من تعافي البيئة وبعض القضايا البيئية وتحسنها خلال انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19) وأنها ليست بالمستحيل أو المتعذر حلها في حال انتهاج سياسات دولية وطرق إنتاج واستهلاك تحافظ على البيئة وتساهم في حمايتها وتنميتها بشكل مُستدام.
الكتاب مكون من اربعة فصول يتناول بالترتيب الموضوعات التالية :
الفصل الأول
الإطار النظري والمفاهيمي للقضايا البيئية
المبحث الأول : ماهية البيئة والمفاهيم المرتبطة بها والقضايا البيئية
النظام البيئي Ecosystem
الأمن البيئي Environmental Security
اللاجئون البيئيون ((Environmental Refugees
البصمة البيئية (Ecological Footprints
المبحث الثاني : التنمية المستدامة والعلاقات الدولية
الفصل الثاني
القضايا البيئية وآثارها على العلاقات الدولية
المبحث الأول : أبرز القضايا البيئية الدولية
المطلب الأول : أهم القضايا والمشكلات البيئية الدولية
المطلب الثاني : القضايا البيئية في ظل جائحة كورونا(Covid-19
المبحث الثاني : أثر القضايا البيئية على العلاقات الدولية
المطلب الأول : قضايا البيئة وموضوعاتها في العلاقات الدولية
المطلب الثاني : الاتجاهات المختلفة في العلاقات ما بين دول الشمال والجنوب بشأن القضايا البيئة
الفصل الثالث
القضايا البيئية وتداعياتها على منطقة القرن الإفريقي خلال الفترة من 1991-2020
المبحث الأول : منطقة القرن الأفريقي وأهميتها في العلاقات الدولية
المطلب الأول : التعريف بمنطقة القرن الأفريقي
المطلب الثاني : الأهمية الإستراتيجية لمنطقة القرن الافريقي
المبحث الثاني : القضايا البيئية وتداعياتها على منطقة القرن الأفريقي
المطلب الأول : أهم القضايا والمشكلات البيئية بمنطقة القرن الأفريقي
المطلب الثاني : تداعيات القضايا البيئية على منطقة القرن الأفريقي
الفصل الرابع
الجهود الدولية المبذولة للتعامل مع القضايا والمشكلات البيئية خلال الفترة من 1991-2020
المبحث الأول : الجهود الدولية لمكافحة القضايا والمشكلات البيئية
المطلب الأول : جهود المنظمات الدولية الحكومية والمنظمات غير الحكومية لمكافحة القضايا البيئة
المطلب الثاني : المؤتمرات والاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف
المبحث الثاني : الجهود الإقليمية لحل المشكلات البيئية في منطقة القرن الأفريقي وعقبات التنمية المستدامة
المطلب الأول : الجهود الإقليمية لحل المشكلات البيئية في منطقة القرن الأفريقي
المطلب الثاني : الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية(IGAD) وعقبات التنمية في منطقة القرن الأفريقي

العلاقات الدولية,البيئة والعلاقات الدولية,العلاقات الدولية والعلوم السياسية,العلاقات الدولية والدبلوماسية,العلاقات الدولية s1,العلاقات الدولية في الاسلام,العلاقات الدولية s1 النظريات,العلاقات الدولية المدرسة المثالية,مفهوم العلاقات الدولية,العلاقات الدولية s1 ملخص,امتحان العلاقات الدولية,العلاقات الدولية ثانوية عامة,امتحانات العلاقات الدولية,العلاقات الدولية اسلام الصعيدي,مدخل إلى العلاقات الدولية: القاعلون في العلاقات الدولية ج1
القضايا البيئية وتداعيتها على العلاقات الدولية – القضايا البيئية وتداعيتها على العلاقات الدولية