انتهى حديثنا السابق بالتكلم عن مضمون الشخصية ووعدنا ان يكون حديتنا التالى عن انماط الشخصية .. وهو ماسيكون حدينا الان .
1- الشخصية التجنبية “”Avoidant Personality
و فيها يشعر هذا الشخص بالقلق الدائم و الترقب و يعتقد أنه أقل من الأخرين و هو حساس جداً للنقد و لديه صديق مقرب أو اثنان بالكثير و ليس مجموعة من الأصدقاء لذا فهو مرتب بهذا الصديق إذا حضر احتفالاً أو مناسبة نجده يحضر و إذا لم يحضر فلا يحضر هذا المضطرب و إن كانت تخص حتى عائلته و هو يتجنب الاحتكاك المباشر مع الأخرين .
2- الشخصية الاعتمادية “Dependent Pesonality”
و يجد هذا الشخص صعوبة في أخذ القرارات اليومية دون أخذ النصح و الطمأنينة و يجد صعوبة في البدء في أي مشروع “ضعف الثقة في اتخاذ القرار” و يشعر بعدم الراحة إذا أصبح لوحده و يبحث عن علاقة جديدة إذا انتهت العلاقة السابقة مع صديق و ذلك من أجل ” الواسطة” في الجهة التي يعمل بها الصديق الجديد فهو يهتم بمعارف في مجموعة أماكن و شخصيات مهمة يعتقد أنها ستفيده في حال احتاج إليها لكن الخلل هنا أنه يعتمد على من حوله و لا يبذل المجهود فمثلاً إذا لديه موعد في المستشفى يطلب من شخص يعمل في هذا المستشفى أن يحجز له مع هذا الطبيب… إلخ في أمور يجب أن يعملها بنفسه و ليس هناك صعوبة في عملها .
3- الشخصية الوسواسية “Obsessive-Compulsive Personality”
و هنا هذا الشخص يهتم بالترتيب و النظام على حساب الجودة و يقضي في ترتيب أموره المكتبية و المنزلية وقتاً طويلاً يهتم فيها بالتفاصيل الدقيقة و ربما على حساب الجودة العامة فهو يبحث عن المثالية تلك المثالية التي ربما تتعارض مع اتمام المهام و هو متفاني في العمل على حساب العلاقات الاجتماعية – فحياته عمله و هو يؤدي كل شيء بنفسه لأن ضميره “حيٌ أكثر من اللازم” و هو صلب و متعنت خاصة فيما يتعلق بالمثاليات و يحرص على عدم التبذير لأن القاعدة لديه تقول “القرش الأبيض لليوم الأسود” و هنا يجب أن نفرق بين مرض الوسواس القهري و الإنسان ذي .الشخصية الوسواسية .
فمريض الوسواس يكون في أغلب الأحيان شخصاً طبيعياً يمرض بشكل سريع من اسبوع إلى شهر بحيث تتدهور حالته بعد أن كان سليماً و يشتد مرضه بشكل يتعارض مع حياته و علاقاته الاجتماعية و يظهر بشكل جلي لمن حوله و يستجيب للأدويه بحيث قد يشفى بشكل كامل أما الشخصية الوسواسية فهي مزمنة من الصغر تترسخ بعد سن 18 سنة و يتعايش فيها الإنسان مع من حوله و وظيفته بل ربما يكون أكثر الناس انتاجاً لتفانيه في عمله و مع هؤلاء لا تجدي الأدوية الطبية .
4- الشخصية الشكاكة”Paranoid Personality”
و فيها يكون الشخص دائم الشك بدون سبب مقنع و يبني قراراته على أدلة ضعيفة إن لم تكن وهمية و هو عديم الثقة بالأخرين حتى المقربين لديه أو بالأحرى حتى أقربائه لذا فعلاقاته الاجتماعية محدودة و مما يمتاز به صاحب هذه الشخصية هو قراءة تهديدات ما بين السطور و حمل بعض الألفاظ العريضة للأخرين محمل الجد لذا فهو يرد بقسوة على من يهاجمه و يكون دافعه غالباً الانتقام .
5- الشخصية الانعزالية “Schizoid Personality”
و فيها يكون الشخص لا يرغب و لا يستمتع بالعلاقات الاجتماعية و هو قليل الهوايات و إذا وجدت فهي فردية كصيد الأسماك مثلاً و على عكس الشخصية الشكاكة “فهو لا يأبه لمن ينتقده” و يعيش معظم حياته أعزب .
6- الشخصية الانعزالية النمطية “غريبة الأطوار”
و أهم ما يميز هذا الشخص هو أنه ينسب أغلب ما يدور من حوله إلى قوى خفية كالسحر مثلاً فيصبح غريباً في تفكيره و كلامه و يستخدم بعض الألفاظ الخاصة به و يصبح انعزالياً أقل ما يقول عنه الناس إذا لاحظوه أنه غريب الأطوار .
7- الشخصية المضادة للمجتمع “Antisocial Personality”
و هذا الشخص أقل ما يقال عنه فهو “مجرم” لا يوجد لديه ضمير
يتعدى تعدياً صارخاً على القانون و الأخلاق و هو صاحب مصلحة. “مصلحجي” لذا فهو ينسف بمن يشاركه في تجارة أو غيره بل حتى فيمن يحسن إليه. و هو متهور في أغلب تصرفاته. و هو مراوغ و كذاب و انتهازي · و يغلب على هذه الشخصية. بروز بوادرها أيام الدراسة فهو يهرب من المدرسة. ليسرق و يدخل في قضايا أمنية و تصادم مع السلطات الأمنية و يغلب عليهم عدم اكمال دراستهم. و ينتهي بمعضمهم الأمر إلى السجن لارتباطهم بالمخدرات. و قضايا القتل أو بالأمراض لتهورهم و دخولهم. في علاقات متهورة جنسية لذا اشتهر أنهم لا يعمرون طويلاً ولعل هذا من رحمة الله بالمجتمع. لأن الشخصية المضادة للمجتمع يصعب علاجها سلوكياً .
8- الشخصية الحدية “Borderline Personality”
و فيها يكون الشخص لا يطيق أن يكون وحده و يمتاز بالتصلب السريع في علاقاته الاجتماعية و الاندفاع والتهور في اثنان على الأقل مما يلي :
أ- صرف المال فهو مبذر بشكل غير طبيعي .
ب- الجنس فيدخل في علاقات محرمة قد تؤدي به إلى الهلاك .
ج- المخدرات فقد يقع فريسة لها .
د- القياده فهو كثير الحوادث .
هـ- الأكل .. نهم الأكل .
و هو مكرر لمحاولات الانتحار و ضرر النفس و هو غير مستغرب إذا كان من أهم صفاته عدم الاستقرار و هو لديه احساس بالفراغ و الملل و لديه صورة عن نفسه أنه مسيء ولا يتحكم بنفسه عندما لا يعطى اهتمام .
9- الشخصية الهستيرية “Histrionic Personality”
تعيش على جذب الانتباه و على ذلك تتركز معظم تصرفاتها
فهي ترغب أن تكون محور الحديث في كل مكان تجلس فيه و تبالغ في وصف الأعراض و اختلاقها إذا أصابها أي مرض و تتبع سلوك الإثارة و الإغراء في المجتمع و تبالغ في التعبير عن الرأي دون دلائل و تتفلسف في ذلك · “تطيّح الميانة” أي تلغي حواجز الاحترام المتبادل و الحد الأولي من الحواجز بينها و بين من حولها خاصة ممن لا تربطهم علاقة خاصة أو حميمة فتنادي المسؤول مباشرة دون ألقاب… إلخ .
10- شخصيات مضطربة غير محددة
أي لا توجد صفات علمية محدودة لها حتى يتم تصنيفها ضمن الشخصيات المضطربة السابقة وهي :
1- الشخصية السلبية العدوانية
“Passive Aggressive Personality”
حيث يرفض هذا الشخص القيام بالمهام و الأعباء الاجتماعية و العملية و يشكو من أن الناس لا تفهمه و لا تقدره و هو جدّي “مجادل” و يظهر الحقد و الحسد لمن هم ناجحين و محظوظين ودائم النقد للسلطات و اعتمادي على الأخرين و يعتقد أنهم يجب أن يؤدوا المهام التي يفترض أن يقوم بها وفي النهاية غالباً لا يوجد أصدقاء مؤيدين له فهو متقلب بين العنف و الجرأة و الندم.
2- الشخصية الاكتئابية “Depressive Personality”
و فيها يكون الشخص معظم حياته في حالة من الحزن غير المعيق لتأدية أعماله لكن سمة بارزة له بالإضافة إلى تأنيب الضمير شبه المستمر و الاحساس بقلة الحيلة في الحياة و النظرة السوداء للأمور و هؤلاء يتم تثبيطهم حيال أي ظرف جديد
انتهى حديثنا عن انماط الشخصية ، وفى الحديث التالى نتكلم عن تطور مفهوم الشخصية .

انماط الشخصية – انماط الشخصية –