حكاية أهل الكهف - - موقع اللى حصل

4 سبتمبر 2024
التصنيف :
بركة رمضان

أهل الكهف فتية آمنوا بربهم وزادهم هدى وإيمانًا. كما قال تعالى: (نحن نقص عليك نبأهم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وزدناهم هدى (الكهف: ۱۳) . وهؤلاء الفتية كانوا شبابا هداهم الله وجمعهم على الإيمان به وتوحيده وعبادته وترك ما يفعله قومهم وملكهم من عبادة أحجار لا تنفع ولا تضر. فكانوا إخوان صدق. وقيل إنهم كانوا من أبناء الملوك. والله أعلم. وتركوا ما هم عليه من رغد العيش. وسعة الدنيا ونعيمها الزائف راغبين بما عند الله تعالى من نعيم دائم أبدى. وكان وجودهم وسط قومهم وما هم عليه من شرك وسجود للأصنام والذبح لها أمر صعب…

فاتخذوا لهم مكانًا بعيدا عنهم واعتزلوهم وعبدوا الواحد القهار. لكن أمرهم انتشر بين الناس. ووشوا بهم عند ملكهم الذي قيل: إن اسمه “دقيانوس” والله أعلم. وكان رجلاً عنيداً وجباراً يهابه الجميع. أمر الملك زبانيته أن يحضروهم. فلما قبضوا عليهم ووقفوا بين يديه. فسألهم عن أمرهم وما هم عليه. فأجابوه بالحق ودعوه إلى الله عز وجل. ولهذا أخبر تعالى عنهم بقوله: ﴿وربطنا على قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إلها (الكهف: ١٤).

ثم ذكروه بالله ودعوه لعبادته ودعوة قومهم للإيمان بالله تعالى.. كما ذكر الله تعالى على لسانهم في القرآن قالوا: هؤلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا من دونه آلِهَةً أولا يَأْتُونَ عليهم بسلطان بين (الكهف : ١٥). أي: هلا أقاموا على صحة ما ذهبوا إليه دليلاً واضحا صحيحا.. ولكن الملك أبى عليهم الإيمان بالله وهددهم وتوعدهم . وأمر بنزع لباسهم عنهم الذي كان عليهم من زينة قومهم. وأجلهم لينظروا في أمرهم لعلهم يرجعون عن دينهم الذي كانوا عليه وكان هذا من لطف الله بهم. فلو حبسهم ما استطاعوا الفرار بدينهم.. ولم ينتظروا قرار الملك بشأنهم وقرروا الهرب والفرار بدينهم من الفتن. بعد أن هداهم الله لعبادته وتوحيده….

وبعد أن ذاقوا حلاوة الإيمان والقرب منه والأنس به.. لن يعودوا إلى الشرك أبدًا.. ففروا وصاحبهم عند فرارهم كلبهم. لم يكن هناك مكان معين يفرون إليه.. فقط الفرار بدينهم.. ومن لطف الله بهم وحكمته أنهم رأو كهفا. (والكهف الغار في داخل الجبل). فدخلوا ليخفوا أنفسهم عن عيون أتباع الملك الجبار الذي علم بفرارهم فاشتد غضبه عليهم … وأمر بمطاردتهم وأعادتهم ليعاقبهم. وهم في كهفهم في مأمن منهم يدعون الله أن يرحمهم ويلهمهم الرشد. كما قال تعالى: ﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِئ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدا (الكهف : ١٠).

ولكنهم لم يتوقعوا أبدا ما كان يخفى الله من أمرهم. لم يتوقعوا أبدا أن يكونوا آية من آيات الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وأنه سبحانه أراد إكرامهم لصدق إيمانهم به وتوكلهم عليه… لقد حدثت أمور عجيبة فى الكهف يشيب لهولها الولدان أمور قد يكذبها العقل لمخالفتها لسنن الحياة. ولكن يصدقها القلب المؤمن بأن الله على ما يشاء قدير. وأنه بيده الأسباب كلها. ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون…

فماذا حدث في الكهف؟

وما هي الكرامة العظيمة الذي خص الله بها هؤلاء الفتية الذين فروا بدينهم واعتصموا بحبل الله ولم يتفرقوا. أو يتركوا أنفسهم للفتن تردهم عن أمرهم؟قال تعالى: ﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (الكهف: ١١). أي: ألقى الله عليهم النوم حين دخلوا إلى الكهف فناموا سنين كثيرة. … لم يشعروا فيها بشيء. ولا يأكلون ولا يشربون ولا تتغذى أجسادهم على شيء.. أنهم كالأموات. ولكن من حكمة الله أن أجسادهم لا تبلى ولا تأكلها الأرض.. لماذا؟ … قال تعالى: ﴿وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيات الله مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ومَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مرشدا) (الكهف: ١٧).

الشمس والهوا من مصادر الحياة لبقاء الأجساد. لهذا جعل الله أشعتها تدخل الكهف عند شروقها وغروبها من اليمين والشمال… حتى تظل أجسادهم لا يصيبها سوء ولا تتعفن أبدا.. (وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ) أي: في متسع منه داخلاً. بحيث لا تصيبهم. إذا لو أصابتهم لأحرقت أبدانهم وثيابهم… ومن حكمة الله كذلك أنه جعل أجسادهم تتقلب حتى لا يسرع إليها البلى.. وعيونهم مفتوحة حتى لا تتلف. رغم أنهم لا يرون شيئًا على الإطلاق. وهذا معنى قوله تعالى: (وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وكلبهم باسط ذراعيه بِالْوَصِيدِ﴾ (الكهف: ۱۸).

البحث واستيقاظ أهل الكهف

ظل الفتية رقوداً في الكهف سنين طويلة ثلثمائة سنة وتسع سنين – والله اعلم – ومات الملك وتعاقبت أجيال وأجيال وهم نائمون يتقلبون. ويدخل عليه ضوء الشمس يمينا وشمالاً ويشيب لرؤيتهم ..الولدان من المهابة والذعر.. فالحالة التي هم عليها تمنع أى مخلوق أن يقترب منهم أو يمسهم بيده. كما قال تعالى: (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَملِئتَ مِنهم رعبا (الكهف: ۱۸). وتلك إرادة الله تعالى وحفظه لهم لما له في ذلك من الحكمة والحجة البالغة والرحمة الواسعة. وقد حدث هذا بعد دهر طويل لا يعلم مدته إلا الله تعالى… وقاموا من رقودهم. وأحياهم الله من الموت. ولم يصيب أجسادهم سوء..

حتى أنهم ظنوا أنهم لبثوا في نومهم يوما أو بعض يوم.. فقد دخلوا الكهف هربًا من الملك دقيانوس”. في أول النهار واستيقظوا في آخر النهار – والله اعلم. قال تعالى: ﴿وَكَذَلك بعثنَاهُم لِيَتَسَاءلُوا بينهم قَالَ قَائِلَ مِنهم كم لبستم قَالُوا لَبِثْنا يوما أو بعض يوم (الكهف: ١٩). ولكن تسائلهم هذا لم يستمر. لأنهم شعروا بالجوع. واتفقوا على أن يذهب أحدهم إلى المدينة ويأخذ ما معهم من مال ليشترى طعام طيب حلال. ليسدوا جوعهم ليقدروا على الصمود في الكهف مدة طويلة. حتى ييأس الملك من العثور عليهم ويتركهم وشأنهم؛ لأنه لو قبض عليه فهم هالكون. ولن يفلحوا بعد ذلك ابدا ..

وقد ذكر الله تعالى في القرآن ما يدل على هذا الكلام.. قال جل شأنه: (قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إلى المدينة فلينظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم برزْقَ مِّنْهُ وَلَيَتلطف ولا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ) إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) (الكهف: ۱۹ . ۲۰).

العثور على أهل الكهف

ذهب للمدينة أعلمهم بها. وتنكر ودخل يلتمس طريقه خفية. حتى لا يشعر به أحد ولكنه ما إن دخل المدينة حتى أصابه الذهول والعجب ! لقد وجد كل شيء قد تغير في المدينة كل معالمها تغيرت.. حتى الناس تغيروا.. احتار الشاب حتى ظن أن به مس من الجنون !! أو أنه حالم.. وعزم على العودة لأصحابه. ولكنه مر على رجل ليشترى الطعام.. وأعطى الرجل ما معه من نقود.. فلما رآها الرجل تعجب.. فهى نقود قديمة وانتشر خبره. وظن الناس أنه قد وجد كنزا …

فسألوه من أين هو ؟ وكيف حصل على هذه النقود؟ قال الفتى بعد أن أدرك أن أمره قد انكشف: أنا من أهل هذه البلدة وعهدى بها عشية أمس. وفيها “دقيانوس” – ملكهم الذي كان يطاردهم. فتعجب الناس من أمره وخبره. وظنوه مجنونا من حاله وما هو فيه. فلما أعلمهم بذلك قاموا معه إلى الكهف – ملك البلد وأهلها – حتى انتهى بهم إلى الكهف. فلما دخل لأصحابه تم أمر الله تعالى الذي من أجله بعثهم ليعلم الناس أن القيامة حق. وماتوا جميعا في الحال بعد أن عثر عليهم أهل المدينة فى هذا الزمان كما قال تعالى: ﴿وَكَذَلكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا (الكهف: ۲۱).


ابو جعفر ومالك وابن طاووس
الكهف أصحاب أهل الله قصة الفتية كهف الملك بدينهم الحكيم الحلقة الكريم توفيق سورة السبعة تعالى القصة القرآن الرقيم إليه محمد لهم مغارة أفسس المدينة مجموعة الشباب فتية مسرحية اليوم تحميل الكتب عمّان هؤلاء فيلم عدد الجبل النيام تحكي فرُّوا بربهم دقيانوس اصحاب اهل sleepers قومهم ابن والرقيم إذ أوى بالله الأردن هربوا تاريخية هل مقام العاصمة شرق جماعة سبعة ذكر المؤمنون الديني الأردنية وكتب يقع يعرف فهي الناس العظيم سنة أى fn المصادر الإسلامية القديسون يقال أنها حدثت غريبة أولئك معتصمين آواهم المبيت نُسبوا إليها وذلك اتفقوا اسمه فقد الظالم بلدهم مَن فروا رحمه حسبت آياتنا عجبا فقالوا قرروا الشرقية الزمن قمة لقصة ليس المقصود زمن ظهر مخلوقاته جنوب دول إطار ثمانية كلب تشير كتابه والأقرب أنهم الفيلم ثلاثة البشر نومهم محمود موقع العلم والروايات مجانا المسرحية التراث أحد الأثرية فهو الغار العقيدة العرب عام أيمن بهجت قمر انتهاء 

Comments are closed.

error: عفواُ .. غير مسموح بالنسخ