أدرك الملك ما يرمى إليه الغلام بكلامه هذا بعدما انتشر أمر نجاته مرتين من قبضة الملك وعجزه عن قتله. على الرغم من أنه يدعى الربوبية ! ! ولو سمى الله رب هذا الغلام وقتله لأدرك الناس أنه كاذب في ادعائه الربوبية لعجزه عن قتله مرتين. ولكنه لم يبالي بذلك ورأى التخلص من الغلام فوراً. ثم بعد ذلك يكون ما يكون… اصحاب الاخدود
رضى الملك بما عرضه عليه الغلام رغبة في التخلص منه. وجمع الناس وأوثق الغلام على جذع. ووضع السهم في قوسه ثم قال: باسم الله رب الغلام. ورماه بالسهم فوقع في قلبه فوضع الغلام يده على موضع السهم ومات شهيداً. وهنا أدرك الناس ما كان يخشاه الملك. فقالوا : آمنا برب الغلام.. آمنا برب الغلام… فقال لة اتباعة (لقد حدث ما حذرناك منة فقد آمن الناس كلهم).. وأدرك الملك الظالم أن الناس ادركوا إنه كاذب في ادعائه للربوبية؟
أمر الملك بأفواه السكك فحفرت فيها الأخاديد – وهى الحفر العميقة فى بطن الأرض – وأشعلت فيها النيران… وقال الملك لأتباعه وزبانيته من رجع عن دينه فدعوه وإلا اقذفوه فيها. وكانت كل جريمتهم أنهم قالوا: لا إله إلا الله وآمنوا بربهم الذي بيده ملكوت السموات والأرض وكفروا بالملك الذي لا يملك له ولا لغيره نفعًا أو ضراً. ومات الكثيرون في سبيل الثبات على التوحيد.. وكانوا يقذفون بهم فى النار المستعرة بلا رحمة أو شفقة حتى على الأطفال والنساء. وهم لا حول لهم ولا قوة إلا بالله.. ثم حدث أمر عجيب..
جاءوا بامرأة لها ابن ترضعه وأرادوا قذفه في النار حتى ترتد أمه عن دينها شفقة عليه.. وكادت أن تفعل لولا أن أنطق الله تعالى بفضله هذا الطفل فقال لها: اصبري يا أماه فإنك على الحق. وأمام هذه المعجزة الربانية أدركت أن الموت على التوحيد هو الحق الذي لا مرية فيه فقذفت بنفسها ومعها ابنها المعجزة في الأخدود ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
الدروس المستخلصة من هذه القصة
أهم ما يستفاد من هذه القصة هو الثبات على كلمة التوحيد مهما كانت الفتن والابتلاءات وكلمة التوحيد هي لا إله إلا الله. وهى مفتاح الجنة وبها يدخل المرء في رحاب الإسلام والكفر بها يخرجه منها .
