لاشك اختلفت مظاهر وطرق الاحتفال بشهر رمضان الكريم. فكل عصر كان لة سماتة وعاداتة . ومن خلال السطور التالية نعطى لمحات الى رحلة رمضان عبر الازمان وصولاً الى رمضان في العصر الحديث.
فمع بداية القرن العشرين اى مع بداية عهد الخديوى (عباس حلمى الثانى). تم توكيل المحكمة الشرعية الكائنة في باب الخلق بالقاهرة بمهمة استطلاع هلال رمضان. والتي كان يوكل امرها سابقاً للقضاة والمحتسب. اما في عهد الخديوى حلمى فقد كان مواكب الرؤية تخرج من المحكمة الشرعية في شكل عربات مزينة بالزهور والزينة والأوراق الملونة. وكان يشارك في الموكب ارباب الحرف ومشايخ الطرق الوفية برايتهم وبيارقهم ويشاركهم ايضاً فرقة من الجيش والشرطة بموسيقاهم المميزة.
وكان هذا الموكب يمر بقصر (البكرى) بالحرنفش حيث يقيم نقيب السادة الاشراف. وامراء الدولة واعيانها. الذبن كانوا يتبادلون التهانى مع الوفود القادمة لتهنئتهم. وكان يتم توزيع المرطبات بينما تدوى أصوات مداف القلعة وتزين السماء بالالعاب الناري وتضاء الأسواق والشوارع ومأذن وقباب الجوامع
رمضان فى العصر الحديث
ويوم الرؤية ايضاً كانت تخرج من القلعة موكب يضم المشايخ وكبار التجار وارباب الحرف من الفكهانية والجزارين والزياتين والخبازين والطحانين وصناع الفوانيس وعدد من حاملى الشموع يصاحبهم فرق انشاد دينى ودراويش ويتقدم الموكب فرقة من الجند.
وفى العصر الحديث عادت مهنة المسحراتى للظهور بقوة. وجرت العادة بأن تلف النساء نقود معدنية في ورقة ويشعلن طرفها ويلقين بها من المشربية للمسحراتى. الذى يرى الشعلة فيعرف مصدرها ويتوجة الى المكان وينشد لهن.
وكان الناس يعتقدون ان من علامات ليلة القدر تحول (المالح الى حلو). فكان الاتقياء يجلسون وامامهم اناء بة ماء مالح. يذوقون منة من وقت لآخر. ليروا اذا تحول المالح الى حلو ام لا. حتى اذا شعروا ان الماء المالح تحول مذاقة الى حلو بشروا الناس باليلة القدر.
ومن عهد الخديوى الى وقنا الان بلاشك تغير كتير من العادات. ولكن لايزال رمضان هو اكبر مناسبة اجتماعية ودينية وروحية لدى كل الشعب المصرى. ففي هذا الشهر نجد الاحتفالات الدينية ومظاهر الخشوع والعابدة وقراءة القراءان وامتلاء المساجد بلمصليين. ولايزال كثير من الأطفال يحرصون على اقتناء الفوانيس والاحتفال بها. والمسحراتى يطوف ليلاُ بشوارع المناطق الشعبية.