احمد زكى .. امبراطور السينما المصرية - - موقع اللى حصل

13 مارس 2025
التصنيف :
نجوم وافلام

بملامحه السمراء احبها ملايين المصريين والعرب، وبعيونة النى كانت تتحدث إلى الجمهور بدلا من الكلام بنظراتة التى تحكي ألف كلمة، أبدع إمبراطور الفن الفنان أحمد زكي المولود في 18 مارس من عام 1949 قبل أن يغادر عالمنا يوم 27 مارس عام 2005م، بعد أكثر من 55 عاما في خدمة الفن. ورحل وهو لا يمتلك إلا 130 جنيها، بحسب ما أكد أصدقائه بعدما تصدق بمعظم أجره عن فيلم” العندليب” لعلاج فنان شاب أصيب بنفس المرض، كما دفع نفقات “العمرة” لثلاثة موظفين في مستشفى “دار الفؤاد”، وأوصى ابنه “هيثم” بأن يعتمد على نفسه.


مأساته


تخرج في الترتيب الأول على دفعته من معهد الفنون، عمل في مسرحية “هالوا شلبي”، ثم “مدرسة المشاغبين” التي كانت علامة بارزة في تاريخه، و”أولادنا في لندن”، “العيال كبرت”، وفى التليفزيون لمع في مسلسل “الأيام” و”هو وهي”، و”أنا لا أكذب ولكنى أتجمل”، و”نهر الملح”، و”الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين”.
وتعرض الفتى الأسمر لهجوم شرس من خلال 3 مواقف:


1- عندما قام بدور طه حسين في مسلسل الأيام، أجرى النقاد مقارنة بينه وبين محمود ياسين، الذي قدم نفس الدور في السينما، وكانت مقارنة بين من في رصيده 100 فيلم، ومن قام بالتمثيل في 5 أفلام ومسلسل.


2-كان إصرار سعاد حسني على قيامه بدور البطولة في فيلم شفيقة ومتولي، محل انتقاد قوي.


3- انهالت الجوائز على أحمد زكي عن فيلم الباطنية، رغم أن دوره كان ثانويا، وكان من بطولة فريد شوقي ومحمود ياسين، وهو ما أثار عاصفة من الجدل.
وأثار استبعاده من فيلم الكرنك عقدة شخصية له بعدم قال منتج وموزع الفيلم رمسيس نجيب: “ما ينفعش الولد الأسود ده يحب سعاد حسني”، العقدة الثانية أنه عاش حياة اليتامى، حيث فقد والده بعد مجيئه للدنيا بعام واحد وأم لم يعش في كنفها، بعدما اختارت الزواج بعد رحيل أبيه، فكانت تربيته على يد جده، لم يدع أزمة “الكرنك” تحطمه، وساهم تفوقه بعد سنوات في منحه دور البطولة أمام سندريللا مصر في مسلسل أوراقه عليها بصمات صلاح جاهين بعنوان “هو وهي”، محققًا النجاح بالوصول للجمهور إلى داخل بيوتهم دون الاكتفاء بحلم السينما.


“ذكرى مؤلمة.. لكن لو كنت استسلمت ماكنتش وصلت للنجاح ده”

يقول الفتى الأسمر أحمد زكي موجها الشكر لـرمسيس نجيب، لأنه لولاه ما صب تركيزه على تحقيق أمنيته، التي عاش لها وهي “الممثل”.
وفي يوليو 1969، قررت القاهرة الاحتفال بذكرى مرور 1000 عام على تأسيسها، وتكشف صفحات مجلة “سينما الفنون” المنشورة بالموقع الإلكتروني لذاكرة مصر المعاصرة، التابع لمكتبة الإسكندرية، أنه تم الاستعداد لإقامة احتفالية على شكل أوبريت كتبه “جاهين”.
وكان “زكي” ضمن الكومبارس لكن نجوم الصف الأول اعتذروا لانشغالهم بأعمال أخرى أو بسبب السفر أو المرض، وهو ما دفع المخرج الألماني للأوبريت، إيرفن لابستر، يرشح “زكي” لأداء البطولة، لكن الرفض كان مصيره بسبب مدير المسرح، سعد أبو بكر، وكان مبرره وقتها: “كيف يؤدي طالب بالفنون المسرحية بطولة أوبريت كبير؟”.
كتم “زكي” مرارة الرفض وكان عزاؤه اهتمام المخرج الألماني به، الذي طالبه بالسفر إلى أوروبا لإكمال دراسته بدلا من الدفن وسط أناس لا تقدر الموهبة، لكن القدر جعل “جاهين”، الأب الروحي للفتى الأسمر يتدخل، ليمنحه اهتمامه في رحلته الفنية، وقد كان أسمى نجاحاتها في “هو وهي”.


الحب المفقود


تزوج من الممثلة الراحلة هالة فؤاد ولكن مع يعرفه جيدا داخل الوسط الفني يقول إنه أحب كثيرا، ولكنه صرح لبعض أصدقائه قبل وفاته أنه ظلم زوجته وأم ابنه الوحيد “هيثم”، لذا قرر ألا يتزوج بعدها لأنه أحبها بشدة.
أحب نجلاء فتحي، أثناء تصوير فيلم “سعد اليتيم” لكنها لم تكتمل، ثم نشأت علاقة حب مع الفنانة شيرين سيف النصر، عندما كانا يصوران معًا فيلم “سواق الهانم” عام 1994، إلا أن قصة الحب لم تكتمل لأسباب كثيرة فضلا كتمانها، العلاقة الأقوى في حياة أحمد زكى، كانت علاقته مع الفنانة السورية رغدة، التي كان يريد الزواج منها في آخر أيامه لكنها رفضت، مشيرة إلى أن علاقتهما “حالة حب مختلفة”.
رفض الاستقرار في منزل يعيش فيه، البعض يربط الأمر بحزنه لانتهاء علاقته بهالة فؤاد، والدة “هيثم” نجله الوحيد، بينما يشير البعض إلى أن سبب الأمر يعود إلى زلزال 1992، الذي جعله يغادر بيته للبقاء في أحد الفنادق المطلة على النيل، واختار الغرفتين “2006 – 2007” بالدور الـ20، في نفس المكان الذي فضله الموسيقار الراحل، بليغ حمدي، للجلوس بين أرجائه لتلحين إبداعاته.
وكشف في أحد حواراته مع الإعلامي مفيد فوزي أنه لم يبك عندما كان طفلا وحتى وصل لعمر الـ15 عاما من عمره، وخلال اللقاء أوضح أنه انفصل عن زوجته هالة فؤاد لعدم الاتفاق في وجهات النظر بينهما، وقال: “في حاجات بين الرجل وزوجته مينفعش حد يعرفها، وأنا تعبان من الوحدة”.


غيرة فنية


على الرغم من المنافسة الشرسة التي جمعت النجمين الكبيرين الراحلين أحمد زكى ومحمود عبد العزيز على مدار سنوات تألقهما في عالم السينما، إلا أن هناك علاقة صداقة قوية للغاية جمعتهما، إذ كانا يلتقيان بشكل مستمر، عندما يبدأ أحدهما تصوير أيا من أعماله الفنية.
وأثناء قيام النجم الكبير محمود عبد العزيز بتصوير فيلم “الشقة من حق الزوجة”، للمخرج عمر عبد العزيز، كان فى هذه الأثناء يصور النجم الكبير الراحل أحمد زكى فيلمه “المدمن”، من إخراج يوسف فرنسيس، ذار النجم أحمد زكي صديقه ودار بينهم حوار نصه: “أنا زعلان أوى وغيران من محمود، ليه مجبتنيش في الفيلم ده، بصراحة قصته عجبانى أوى والقضية اللي بيقدمها هامة ومختلفة”.

هو و العندليب


أحمد زكي عاش نفس المعاناة التي عاشها الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، فهما شريكان في رحلة الألم والفن، كل منهما تربى وعاش يتيما متألما و أصيبا “بالبلهارسيا” من الترعة نفسها الموجودة في بلديهما “الزقازيق”، وكلا منهما كان له طموح كبير في الفن وحقق ما يصبو إليه في ظل معاناة وصدمات عنيفة.
التشابه كان أيضاً في رحلة النهاية مع المرض، حيث أصيب “عبد الحليم” بأزمة صحية رحل على إثرها، ومن كأس المرض نفسها شرب “أحمد زكي”، والأغرب أن رحيل الاثنين كان في مارس والأغرب أكثر وأكثر، أن رصيد “حليم” في السينما بلغ نفس رصيد “زكي” نحو 56 فيلما، باستثناء فيلمه الأخير حليم الذي كان يحلم بتصويره الذي صور 85% من أحداثه أثناء فترة مرضه وتوفي قبل أن يكمله، لكن ابنه “هيثم رحمه الله عليه” قام بإكماله من بعده.
مليون رسالة حب
تلقى مئات الرسائل “أثناء فترة مرضه” في مقر إقامته بأحد فنادق القاهرة وقد شملت الرسائل مزيدا من الدعوات بالشفاء وقصائد شعر واطمئنان على صحته وغيرها.


صائد الجوائز


أطلق عليه “صائد الجوائز” نظرا لكثرة الجوائز عن أعماله الكثيرة منها:
جائزة عن فيلم “طائر علي الطريق” في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. جــــائزة عن فيلم “عيون لا تنام” من جمعية الفيلم. جـائزة عن فيلم “امرأة واحدة لا تكفي” من مهرجان الإسكندرية عام 1989. جائـــزة عن فيلم “كابوريا” من مهرجان القاهرة السينمائي عام 1990. وفي الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار السينمائيون ستة أفلام قام ببطولتها أو شارك فيها الفنان أحمد زكي، وذلك ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي زوجة رجل مهم، والبريء، أحلام هند وكاميليا، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه وأبناء الصمت. منحه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وسام الدولة من الطبقة الأولى تكريما له عن أدائه في هذا الفيلم.


Comments are closed.

error: عفواُ .. غير مسموح بالنسخ