وحكى الراوى حكاية (ابو جعفر المنصور ومالك وابن طاووس) … وبعد ان سمى باسم الله قال. … بعث أبو جعفر المنصور. يطلب مثول مالك بن أنس. وأبن طاووس. بين يدية. ولما دخلا علية وهو جالس على عرشة. وقد التف حولة الخدم والندمان. وجلادون بكامل سيوفهم وفرسان. ولما رآهم أبو جعفر. اشار لهم بالجلوس. واطرق عنهم طويلاً. فملا الخوف قلب مالك بن أنس. وشعر ان أبو جعفر يضمر لهم شيئ فى نفسة.
وبعد فترة من اعراض ابو جعفر عنهم. التفت اليهم. وقال لأبن طاووس : حدثنى يأبن طاووس عن ابيك.
فقال لة بن طاووس : سمعت ابى يقول : قال رسول الله صلى الله علية وسلم “إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل أشركه الله في حكمه فأدخل عليه الجور في عدله”
قال مالك بن أنس : عندما سمعت ماقالة بن طاووس ادركت انة هالك لامحالة وستضرب عنقة بالسيف. فضممت ثيابى مخافة ان تنثر عليها دماء بن طاووس. ولكن التفت الية ابو جعفر وقال لة : عظنى يا بن طاووس. فقال لة لك ما شأت. قد الله سبحانة وتعالى ك ما شأت. قد الله سبحانة وتعالى “ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالوادي وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب”
فقال مالك فى نفسة. لن يفلت بن طاووس هذة المرة. وسيأمر ابو جعفر بضرب عنقة. وضممت ثيابى. مخافة ان ينثر عليها دماء بن طاووس.
ولكن صمت ابو جعفر ساعة. ثم قال لابن طاووس. ناولنى الدواة . فأمسك بن طاووس الدواة بيدية ولكن لم يقدمها لابو جعفر. فقال لة : مايمنعك ان تناولنيها. فقال لة بن طاووس : أخشى ان تكتب بها معصية فأكون شؤيك فيها.
فلما سمع ابو جعفر المنصور ماقالة بن طاووس : صرخ فية قائلاً : قوما عنى وانصرفا. قال بن طاووس ماكنا نيغى غير ذلك. … يقول مالك. خرجنا نجرى غير مصدقين اننا نجونا.
ملحوظة :
أبو جعفر المنصور هو : أبو جعفر عبد الله المنصور بن مُحمد بن عَلي بن عبد الله بن العباس بن عَبْد المُطلّب بن هَاشم القُرشيّ . هو الخليفة العشرون ، والخليفة العباسي الثاني، وهُو المؤسس الحقيقى للدولة العباسية.
وابن طاووس فهو : السيد رضي الدين، علي بن موسى بن جعفر بن طاووس المعروف بالسيد ابن طاووس من أحفاد الإمامين الحسن المجتبى والسجاد ومن كبار شخصيات الشيعة وعلماءالإمامية، صاحب المصنفات الكثيرة ومنها: المهمات والتتمات، كشفة المحجة لثمرة المهجة، مصباح الزائر وجناح المسافر، الملهوف على قتلى الطفوف ومهج الدعوات ومنهج العبادات
ومالك بن أنس : أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري المدني. فقيه ومحدِّث مسلم، وثاني الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب المالكي في الفقه الإسلامي




