15 نوفمبر 2020

هل انت كاذب .. كلنا نعرف أن الكذب عكس الصدق. وأن الشخص الكذاب هو الناطق بالكذب وجوهر الكذاب زائف. والكذب صفة أو سلوك مكتسب نتعلمه كما نتعلم الصدق. وليس صفة نظرية أو سلوكاً موروثاً. والكذب عادة عرض ظاهري له دوافع وعوامل نفسية. تجيش في نفس الفرد، سواء كان طفلاً أم بالغاً، وقد يظهر الكذب بجانب الأعراض الأخرى كالسرقة أو شدة الحساسية أو الخوف إلى غير ذلك من الأعراض.

ويبدأ الشخص في الكذب عندما يرتكب ما يخشى عقباه، أو يخجل من إعلانه. وقد قيل الكثير عن الكذب.

أشكال جديدة للكذب!

وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن الناس لم تتغير كثيراً في فهمها للكذب، وهناك أشكال جديدة للكذب بدأت تظهر على السطح.. لقد تعودنا في الإعلانات التجارية في أقطار مختلفة. أن نقرأ ادعاءات مبالغ فيها. أما الإعلانات التي تشكل أضحوكة كاذبة. فهي شيء جديد والإعلان هو دائماً مرآة جيدة تعكس التغييرات في المجتمع. وهذه الإعلانات التجارية هي إشارة إلى أن معايير المجتمع عن الكذب قد تغيرت. فالإعلان يخبرنا أن هناك مناسبات ومواقف لا تستنكر فيها المجتمعات أسلوب الكذب. إن التضليل في الحياة العامة، كل يوم، موجود الآن.. لقد احتل الكذب مكاناً في مختلف مجالات العمل بالمجتمع.. إنه يمثل تهديداً لمستويات الصدق التي تنظم سلوكنا المتبادل.. هناك أشكال كثيرة للتضليل والغش.

علامات الكذب:

وقد كشفت الدراسات الحديثة أنواعاً معينة في التصرفات والحركات. التي وصفت منذ ثلاثة آلاف عام. ومازالت قائمة للآن. تدل على أن صاحبها كاذب وهي:

الابتسامة غير المقنعة، التلعثم، التململ. الغموض، التوقف الطويل في أثناء التحدث. الإجابة بسرعة مبالغ فيها أو الإجابة المقتضبة بشكل يخل بالمعنى. أو الإجابة بإسهاب لا داعي له.

إلا أن العلماء قالوا إنه ليست هناك علامات قاطعة على الكذب، ولكن هناك بعض العلامات التي يمكن الاستناد إليها أكثر من غيرها. ومن هذه العلامات نغمة الصوت التي تعتبر مؤشراً يمكن الاستناد إليه أكثر من تعبيرات الوجه.

ومع ذلك فإن القليلين من الناس قد أدركوا أن الأذان أفضل من العيون في تمييز الصدق من الكذب، على أن يكون ذلك بالمواجهة الشخصية وليس عبر أسلاك الهاتف.

جهاز كشف الكذب:

وإذا كان الشكل والحديث يساعدان الخبير على اكتشاف الكذاب، فإن هناك أجهزة تساعد على ذلك.. ويعود جهاز كشف الكذب إلى القرن الرابع قبل الميلاد عندما افترض طبيب يوناني أن سرعة النبض علامة على ضغط انفعالي بسبب الكذب.. وتطورت هذه الأجهزة على يد العالم النفسي “لومبرودو” في القرن التاسع عشر.

ويعمل جهاز كشف الكذب “البوليجراف” على قياس الاستجابات الجسدية للإنسان وذلك بتسجيل جميع الاختلافات التي تحدث في جسده عند استجوابه، وهذا الجهاز عبارة عن كرسي يجلس عليه الشخص الذي يتم استجوابه وتثبت فيه الأجهزة الخاصة بقياس ضغط الدم والنبض والتنفس وحركات عضلات الأيدي والأرجل.

عشرة أسئلة للكذاب:

وتوجه للشخص المشكوك في صحة أقواله وهو جالس على مقعد جهاز كشف الكذب عشرة أسئلة، منها أربعة مباشرة، وأخرى غير مباشرة، وسؤالين على علاقة بسيطة بالموضع. وإذا أجاب الشخص إجابة كاذبة عن سؤال، فإن الجهاز يسجل فوراً التغييرات التي تحدث لذلك الشخص الكاذب في ضغط دمه ونبضه وتنفسه وحركات عضلات يديه ورجليه.
وهذا الجهاز دقيق للغاية، ولم يتم استخدامه بعد كدليل قانوني في المحاكمات، تحسباً من أن بعض الخارجين على القانون يمكنهم التحكم في مشاعرهم، كما أن الجهاز غير مناسب في حالة وجود ما يتعارض مع معدلات النبض والتنفس لدى الإنسان.

أما المأخذ على هذا الجهاز فإنه من الوجهة الإنسانية يشكل تهديداً لاعتبار الإنسان واحترامه إذا ما أسيء استخدامه، ولم يقتصر استخدامه على مساعدة رجال الأمن وفي التحقيقات.

وعلى اى حال .. الإنسان الكذوب يكذب على نفسه وعلى الآخرين، ويفقد سلامه النفسي والروحي، والكذبة هي كذبة مهما كان حجمها أو لونها!

المأمون والاصم والحزينة والمجنون

Comments are closed.

error: عفواُ .. غير مسموح بالنسخ